منتهى "الخسة"..!
(تم النشر بالاهرام صباح الأربعاء ٧ أغسطس)
ستظل دماء حادث معهد الأورام وصمة عار فى جبين كل العناصر والكيانات الإرهابية إلى الأبد, لأنها تكشف نوعية تلك العقلية الوضيعة والخسيسة, التى ترتكب هذه الجرائم الإرهابية، والتى لا تفرق بين مريض يعانى عذابات المرض, ومصلٍ داخل المسجد, وعين ساهرة لجندى أو ضابط يحرس فى سبيل الله.
لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن هناك من يتملك هذه العقلية الشاذة ويذهب ليغتال بدم بارد 20 شهيدا وأكثر من 47 مصابا، بعضهم إصابته حرجة، مما يرشح لزيادة أعداد المتوفين.
الحادث وقع أمام معهد الأورام، وأدى إلى تحطيم واجهته، وتصدع بعض مبانيه، فى مشهد مملوء بالخزى والعار على كل إرهابى جبان, وللأسف كان من نتيجته اضطرار إدارة المعهد إلى إخلاء المرضى، ونقلهم إلى أماكن أخرى, وهؤلاء كان بعضهم فى انتظار جرعة علاج، أو جلسة كيماوى, أو إجراء الجراحة اللازمة للتخفيف من بعض آلامه.
حادث معهد الأورام عملية "جبانة" بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ تؤكد أن من يرتكب تلك النوعية من الجرائم لا يمكن أبدا أن يكون ضمن البشر, أو حتى غير البشر, وهم للأسف يملكون عقولا, لكنها عقول تدميرية فقدت كل معانى الرحمة والإنسانية والأخلاقية.
معالجة الأمن لحادث معهد الأورام تكشف بوضوح عن عقلية أمنية منضبطة ومنظمة, حيث لم يتم الإعلان عن تفاصيل الحادث الإرهابى إلا بعد أن تجمعت كل الخيوط لدى الأجهزة, وحينما تأكدت من التفاصيل أعلنت على الفور, لأن شدة الانفجار تدل على أنه لا يمكن أبدا أن يكون ناتجا عن حادث عادى.
على الجانب الآخر, فقد كان رد فعل المصريين, كما هو متوقع, أكثر من رائع, سواء من خلال التوافد على المستشفيات للتبرع بالدماء, أو من خلال إطلاق حملات للتبرع عبر وسائل التواصل الاجتماعى لسرعة إعادة تأهيل معهد الأورام ليعود أفضل مما كان, وهذا هو المعدن المصرى الأصيل.